تسود حالة من القلق في الأوساط الأمنية الفلسطينية، بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بتوسيع نطاق عملياته في الضفة الغربية، عقب الكشف عن مختبر لتصنيع الصواريخ شمال الضفة، وسط مخاوف من زيادة الوجود العسكري داخل القرى وتكثيف الاقتحامات في الفترة المقبلة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها يديعوت أحرونوت وi24NEWS، قد أشارت إلى أن قوات الجيش عثرت على صاروخ محلي الصنع في مدينة طولكرم، يُعتقد أنه كان تجريبيًا، إذ عُثر عليه بدون رأس حربي ومزوّد بوزن بديل لاختبار التوازن. كما أعلن الجيش في وقت سابق اعتقال خلية في رام الله قال إنها كانت تعمل على تصنيع صواريخ ومواد متفجرة داخل ورشة محلية.
مخاوف فلسطينية من التصعيد
بحسب مسؤولين سابقين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فإن هذه التطورات تمنح إسرائيل مبررًا لتوسيع عملياتها العسكرية داخل القرى، ما قد ينعكس سلبًا على حياة السكان المدنيين، ويزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والاقتصادية في الضفة الغربية.
وقال أحد الضباط المتقاعدين إن "أي حديث عن تصنيع صواريخ في الضفة، حتى لو كان على نطاق ضيق، يوفّر ذريعة لإسرائيل لتبرير اقتحامات أوسع، ويضع القرى الفلسطينية تحت حصار دائم".
رواية إسرائيلية وتحذيرات محلية
في المقابل، اعتبرت قيادات إسرائيلية أن العثور على هذه الصواريخ يمثل "تصعيدًا خطيرًا"، محذرة من أن الضفة قد تشهد مسارًا مشابهًا لتجربة غزة في تطوير ترسانة محلية. وطالبت رئيسة المجلس الإقليمي "عيمق حيفر" بتعزيزات عسكرية فورية ونشر أنظمة وقائية "لردع أي تهديد محتمل".
لكن مراقبين فلسطينيين يؤكدون أن انعكاسات هذه التطورات ستكون الأشد على المدنيين، الذين يعانون أصلًا من القيود المفروضة على التنقل، إضافة إلى الدمار الذي تلحقه الاقتحامات بالطرق وشبكات الكهرباء والمياه.
استغلال سياسي وأمني
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن إسرائيل "تستغل مثل هذه الحالات لتكثيف قبضتها الأمنية في الضفة، في وقت تسعى فيه بعض الفصائل إلى توجيه رسائل رمزية عبر محاولات تصنيع بدائية، وهو ما قد يفتح الباب أمام دورة جديدة من التصعيد يدفع ثمنها المواطنون أولًا وأخيرًا".
الخلاصة
في ظل غياب أي أفق سياسي، ووسط تصاعد العمليات العسكرية والاقتحامات في مدن الضفة، يبقى الكشف عن مختبرات الصواريخ — مهما كانت بدائية — عاملًا إضافيًا يهدد بمزيد من التوترات الميدانية، ويزيد من مخاوف الفلسطينيين من أن تتحول قراهم إلى ساحة مواجهة دائمة.